من أين حصلت على ثقافتك الجنسية؟ هل كانت تجربة قاسية أو محرجة، أم عادية أو ممتعة؟

من أين حصلت على ثقافتك الجنسية؟ هل كانت تجربة قاسية أو محرجة، أم عادية أو ممتعة؟

shape image

من أين حصلت على ثقافتك الجنسية؟ هل كانت تجربة قاسية أو محرجة، أم عادية أو ممتعة؟

الموضوع حساس جدا في وطننا العربي بصراحة، منذ صغري و حتى عمر ال 13 كانت معرفتي محدودة في هذه الأمور.

ظلّ الوضع كذلك حتى التحقت بالمدرسة الثانوية و أنا بأواخر ال13 سنة من عمري، و هناك اكتسبت ثقافتي الجنسية، لكن ممّن؟ ليس من المعلم و لا من الدروس، بل من زملائي في المدرسة الذين بدت عليهم (الخبرة) في هذه الأمور.

فالبعض من زملائي في الفصل كانوا يتكلمون كلاما به نوع من الإيحاءات الخاصة بالكبار (لا يتكلمون صريحا لأنهم يعتقدون أنهم بذلك سيكونون غير محترمين) و أنا لم أكن أفهم ماذا يقولون.

أعتقد أن من يدرس في المرحلة الثانوية أو الإعدادية يفهم قصدي جيّدا و يعرف نوع المعاكسات التي تظهر من الطلاب متبوعة بذلك النوع من النظرات......

يخرب بيتك هذي نظرة بالله -_- ؟

المهم أنه كان هناك أيضا هؤلاء الطلاب الذين يتلفظون بشتائم و ألفاظ ذات دلالات جنسية صريحة، أنا لم أكن أفهم ما يقولونه، تجادلت مع أحدهم و أطلق علي شتيمة سيئة، لكن ردة فعلي لم تكن كبيرة كما ينبغي بحكم أنني لم أفهم معنى الشتيمة، كنت أعرف فقط أنها شتيمة.

إنتبه صديقي المقرب على جهلي بهذه الأمور و سألني (هل أنت تتغابى و تدعي البراءة أم أنك حقا لا تفقه هذه الأمور؟)

و عندما تيقّن أنني حقا لا أعرف الكثير عن هذه الأشياء اندهش و قال لي (منجدّك؟ عمرك على وشك أن يشارف ال14 و لا تعرف؟ حسنا أنا سأحاول أن أشرح لك هذه الأشياء بطريقة محترمة و من منظور ديني قدر ما أستطيع).

و شرع صديقي يشرح لي كل ما يعرفه عن هذه الأمور، لا أدري كيف أصف ما شعرت به وقتها، أصابني الهلع و صرخت في وجهه طالبا منه أن يتوقف عند حده، رغم أنه كان حقا يشرح لي الموضوع بمنظور ديني و أخلاقي، (ربما كان السبب هو ما تربيت عليه في البيت أن الحديث في هذه الأمور هو أحد المحرمات أو حتى الموبقات!).

ربما كان السبب أيضا أنه أعطاني كل هذه المعلومات دفعة واحدة، و ليس على مراحل، كانت ردة فعلي غريبة

المهم… بعد أن أخبرني صديقي عن ما يعرفه علّق قائلا أن هذه الأشياء شرحها له والده و أنه يحاول شرحها لي كما فعل له والده، و أبدى استغرابه عن جهلي بهذه الأشياء.

و لكن إذا عُرف السبب بطُل العجب.

فقد كانت والدتي تغلق الباب في وجه أي نقاش أفتحه معها عن هذه الأشياء، و كانت تحرص على أن لا تصلني أي معلومة واحدة عن هذه الأمور و لو بالخطأ و لو من أي مكان كان، حتى الهاتف الذكي الذي حصلت عليه فيما بعد كانت أمي تمنعني من إستخدام للإنترنت فيه، سمحت لي فيما بعد باستخدام الإنترنت و لكن بقيود.

سأصف تجربتي هذه بالعادية نوعا ما، حاليا مجال دراستي يحتّم علي الغوص في المعلومات حيال هذه الأمور و دراسة جسم الإنسان عامة.

حسب ما أراه من الإجابات السابقة (يبدو أن أغلب الناس اكتسبوا ثقافتهم من الإنترنت و لكن هذا ليس بالنسبة لي) فمنذ أن حصلت على أول هاتف لي كانت أمي تخبرني أنها على اطلاع دائم بكافة نشاطاتي في الإنترنت و في التطبيقات مستخدمة كل طرق الرقابة الأبوية و البحث الآمن التي تعرفها، حرفيا لقد استخدمت أمي كل ما تعلمته في كلية الحاسوب ضدي، كنت منزعجا من إقتحامها لخصوصياتي و من تدخلها في شؤوني، لكنني الآن شاكر لها و أفهم سبب حرصها عليّ.

عندما أخبرني صديقي عن ذلك صدمت، تغيرت نظرتي للعالم، كنت أشعر بالاشمئزاز بمجرد التفكير في الأمر، لكن صديقي أخبرني أنها سنة الحياة، و لولاها لما وجدنا نحن، و أن تلك هي وسيلة التكاثر التي سنها الله للبشر، و حتى الرسول تزوج و أنجب.

بعدما أخبرني صديقي بذلك؛ صرت أكثر وعيا بما يدور حولي، صرت أفهم ما يقوله زملائي في الصف و كنت أبتعد عنهم و أعتبرهم من رفاق السوء بينما لم أكن أفعل ذلك من قبل.

كنت إذا حاول أحد هؤلاء الأولاد أن يشتمني ذاك النوع من الشتائم فإنني أقوم بصفعه حتى ينسى اللغة التي يتكلم بها قبل أن يكمل شتيمته.

أنا أعرف أن كلامي قد يستصعبه البعض، خاصة هذا الجيل الذي ولد في الثمانينات (1980s) و ما قبله، و لكنني أرى أنه يجب على الآباء أن يثقفوا أطفالهم في هذه الأمور منذ الصغر و أرى أن عمر 11 مناسب نوعا ما و خاصة للفتيات، لأن عواقب جهلهن بهذه الأمور قد تكون وخيمة أكثر.

لأنني أقول أن كثرة الانحلال الخلقي الموجودة في هذا الزمن ليست كأي وقت مضى، صار الطفل و المراهق يعيشان في عصر كثرت فيه جرائم التحرش الجنسي و الاغتصاب (ليس فقط للإناث بل حتى الذكور عرضة لهذه الجرائم)، يجب على الطفل أن يعرف كيف يدافع عن نفسه جيدا و يفهم خطورة الوضع.

يجدر القول بأن التحرش ليس فقط فعليا، هناك تحرش لفظي، فكيف يتفطن إبنك له إن لم يكن على دراية به؟ أنا كان زملائي يسخرون مني دون أن أفهمهم و أبني ردة فعلي!

أيضا مصائب الإنترنت، قوقل اليوم جاهز ليجيب على أي سؤال مهما كان، لن يفرق بين طفل أو مراهق أو بالغ، قد يبحث الطفل عن هذه المعلومات بسبب الفضول و في النهاية يتحصل عليها بأسلوب غير مناسب، و قد يقع المراهق في آفة العصر (الإباحية) حمانا الله و إياكم، لذلك أشبعوا فضول أبنائكم هذا و اتخذوا كل إجراءات الرقابة الأبوية و قيّدوا نشاط أطفالكم في الإنترنت ليكونوا تحت رقابتكم.

كلمة حق يجب أن تقال لكم، إذا لم تكونوا أنتم من يبدأ في تعليم أبنائكم مع أنكم الأقرب إليهم، فمن أين تنتظرون أن يتعلموا؟

أعلم أن هناك نوعا من الحرج في الحديث عن هذه الأشياء، لكن معرفة الطفل لها تبقى مسؤوليتكم في النهاية.

لا يزال الحديث عن هذه الأشياء نوعا من الموبقات في مجتمعنا مع أنها مهمة.

لاحظت أنه حتى المنشورات عن هذه المواضيع في كورا تملك عدد تأييدات قليل مقارنة بعدد المشاهدات الهائل!

ذهبت لأتفقد تفاصيل السؤال فوجدت أن البعض قد حذف إجاباته بعد أن تشجع لنشرها، أخشى أن أحذف أنا الآخر إجابتي هذه.

تعليقات